كانت هدايتي برؤية الرسول

قبل 04 سنوات من اليوم كنت أسعد فتاة في مخيّلتي كنت أعيش سنّ مراهقتي بتحفظ كنت أسمع جميع الأغاني و كذلك كنت أرتكب بعض الأخطاء لم تكن بتلك الكبيرة في مخيّلتي سابقا كان لي والدين من أجمل ما أعطاني الله ...
بعد عدة فترات أخذت شهادة الباكالوريا و أصبحت أعيش الحريّة أكثر آآآآه بعد شهور مرض والدي مرضا شديدا لم يعش أكثر من أربعة أشهر بعد مرضه ..... وتوفّي والدي رحمه الله حزنت حزنا شديدا
عليه حتّى أنّني أراه كلّ ليلة في منامي
و بدأ حبّي للوحدة يكثر و إنعزالي عن النّاس يداويني من جراحي حتّى تغلغل الشيطان في قلبي فأصبحت أفكّر بالسّيء فقط أصبح قلبي يغمره الكره و الغّل و الغضب و ضاقت بي الدنيا و ضاق صدري عليّ حتّى وصلت لنقطة كرهت فيها نفسي و النّاس جميعهم كنت أعيش في قفص بالرغم من أنّ مفتاحه كان في أناملي و قلبي
عشت أصعب أيام حياتي و لكن كبريائي و غروري طغو على تفكيري و أصبحت أبحث عن الحياة المغرية لفتاة مراهقة و في وسط كان يغمره الفساد .....
في ليلة من ليالي الشتاء كنت متعبة جدّا فنمت قليلا حتّى رأيت مناما غريبا جدّا !!!!
رأيت رسول الله صلوات ربّي و سلامه عليه و معه عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كان رسول الله في سكرات الموت
فدخلت كوخه فناداني فلبّيته فقال لي إقرئي لي سورة الإنشقاق فقلت له لا أعرفها يا رسول الله ، فقال لي فسورة التكوير فقلت له و هي كذلك فقا لي و سورة الإنفطار فقلت كذلك فقال لي إذن سورةالملك فقلت في نفسي أنا أعرف جزءا مّنها فقرءته عليه و هو ماسك بيديّ و كنت ألبس جلبابا جميلا و خمارا رائعا بالرّغم من أنّني في الحقيقة كنت أرتدي لباس عادي للفتيات فاستيقظت فوجدت قلبي يخفق بشدة و قلت في نفسي إلى متى تبقينا هكذا إلى متى يبقى قلبك حقدا على الآخرين إلى متى تبقى حياتك بلا معنى آآآآه غمرتني آهات اليأس و الندم و العتاب فذهت إلى شخص أثق فيه و قلت له مارأيت فتبسم قائلا لا تيأسي فالله ينتذركي على باب توبته و بدأت دموع الخوف الحياء و التذرّع و النّدم تغزوا عيني و في نفس الوقت دموع طمئنينة و راحة و فرحة لأنّني فتحت القفص الحزين بقلبي و أناملي
فكانت تلك هي نقطة الإنطلاق نحو حبّ الله و رسوله نحو التسامح و الصفاء
فسجلت في مدرسة تحفيظ القرءان وغيّرت لبس حجابي فأصبحت تلك الفتاة التي كانت ذات يوم مع رسولي و حبيبي صلوات ربّي و سلامه عليه
بدأت في تغيير نفسي بنفسي متوكلتا على الله جلّ علاه و بدأ حبّ الإيمان يغمر قلبي ......
فأسأل الله الذي لا إله إلا هو السميع العليم بأن يغمر كلّ قلب تائه لا يعرف سبيله أن يّرزقه حب ّ طريق التوبة
لا تقل بأنّك وحيدا و لا تقل بأنّك ضاع لأنّ الله سوف يهديك سبيل الرّشاد حتّى ولو برأيت في منانك فهيّا نجدّد حياة قلوبنا كلّ يوم بالوقوف عند باب غفل عنه الكثيرون ....
وفي الأخير أنا أعلم بأنّني أطلت الحديث و لكن أرجو من الله أن تكونوا قد استفدتم من حكايتي و أن تبلّغوني إستفادتكم منها
جزاكم الله خيرا و رزقنا حبّه و حبّ نبّيه و حبّ الذين أحبّوا النّبي
لاتنسني من خالص دعائعكم أحبّتي في الله